مفهوم الدولة والحكم في التاريخ القديم

بلاد الرافدين ومصر القديمة أنموذجاً

الملخص

يبحث الموضوع المشار إليه آنفا دراسة بناء الدولة في بلاد الرافدين ومصر الفرعونية بدءاً من مرحلة الدويلة (المدينة) وصولاً إلى الإمبراطورية ومن خلال تطور نظام الحكم لاسيما في مصر الفرعونية . إن الأساس العام للحكم هو الطابع الديني لكلتا الحضارتين فضلاً عن نشوء دويلة المدينة بوصفها مرحلة أولية في سلم بناء الدولة الكاملة ثم الإمبراطورية كونها مرحلة نهائية لتوسع الدولة، ومن دون شك فقد دلت الألقاب السياسية على مدى أهمية ذلك التوسع فضلاً عن الإدارة بوصفه المكمل لبناء الدولة. يمكننا القول إن الدولة الكونية بقيادة الآلهة كانت الأنموذج الذي آمن به سكان بلاد الرافدين وحتى الفراعنة في بناء الدولة الأرضية، ومن البديهي أن تكون لكل حضارة ميزاتها وبصماتها في رسم الإطار العام للدولة والمواطنة. وينقسم البحث على قسمين , في الأول تحدثنا عن شكل الدولة في بلاد الرافدين بوصفه نشأة دينية كونية من الآلهة ثم تفويضها للبشر والتحول إلى الملكية, فيما شمل القسم الآخر دراسة الدولة في مصر الفرعونية وتطورها ومن خلالها نتعرف على مفهوم المواطنة الذي هو من دون شك مغاير للمفهوم المعاصر. لقد تطور المفهوم السياسي المصري ولاسيما بعد إشراك المرأة بالحكم وإدارة الدولة  منذ عصر الأسرة الثانية وإشراك الأبناء لاسيما ولي العهد في الإدارة  منذ عصر الأسرة الثانية عشر فضلا عن تولي الكهنة زمام الأمور منذ عصر الأسرة الخامسة، وتأثيرهم في السياسة الداخلية للدولة، وكذلك الجيش الذي تولى الحكم في عصر الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر فضلاً عن تأثير الوزير أو عزيز مصر وحكومته بوصفهم يمثلون الدولة وأركانها. في ختام البحث توصل البحث إلى حقيقة تاريخية ثابتة أن أساس الدولة ديني ومبدأها كذلك والاختلاف في الجزئيات والتطور بحسب الظروف السياسية لكلا الحضارتين، فضلاً عن بقاء الشكل السياسي لبلاد الرافدين من دون تغيير عكس مصر الفرعونية.