موقف الوجودية المؤمنة من الله
DOI:
https://doi.org/10.31973/aj.v1iSpecial%20is.484Keywords:
الله, الوجوديةAbstract
مما لاشك فيه بانه لا يوجد شعب على الارض ليس له ثمة عبادة معينة يقوم بها ،لان فكرة الاله هي من اكثر الافكار مصاحبة للتفكير الانساني ، لان الدين يعد في وعي وحركة الانسان احد اهم العوامل التي تسهم في ارساء الانظمة الاجتماعية وسيرورة الثقافة فهو من جهة يقدم نموذجا معرفيا لادراك الوجود وتفسير العالم ومن جهة اخرى يحدد القواعد ومناهج السلوك التي تؤطر مختلف العلاقات الانسانية، وقد سبقت الاساطير واشكال العبادات الوثنية والاديان الطبيعية في الحضارات القديمة التفكير الفلسفي الجدي حول البحث عن معنى الالوهية وحتى بعد ارتقاء الانسانية وظهور الاديان السماوية ، وبعد ان تطورت الى مظاهر الحضارة الالية ، وبعد عقلنة الاسطورة وعلمنة المقدس وانسنة المفارق ، فان النزوع نحو المطلق لدى الانسان لم يكف عن البحث والتفكير بوجود كائن يتجاوزه قدرة وقيمة ، وانه قد يكون سببا لوجوده ، وموجها لقدره، هذه الفكرة قد شغلت الانسانية في مختلف درجات وعيها وحضارتها بالبحث عن مبرر لوجودها وكانت مشكلة الالوهية هي من اكثر الموضوعات مصدرا للقلق والتفكير والحل بنفس الوقت لانه بالوعي لما انا موجود ؟ والتسال حول معنى الوجود وعدمه ، هذه التساولات مرتبطة بمشكلة وجود متعالي على الانسان يرتبط به مصيره وحريته ؟ خصوصا اذا ما عرفنا ان ما يميز الفلسفة المعاصرة هو التمركز حول الانسان بعد ان انطلقت من النقد المضاد للالوهية عند الهيغلين الشباب في القرن التاسع عشر للتخلص من سيطرة الكنيسة ورجال الدين و نقل المركزية اللاهوتية الى المركزية الانسانية وتحول الاهتمام من الله الى الانسان بعد اعلان نيتشة "ان الاله قد مات" مبشرا بالانسان الاعلى ، فهل ان الانسان فعلا قادر للتعويض بدل الاله ؟ وهل ان الاله هو الذي ابتعد عن الانسان ؟ ام ان الانسان هو الذي ابتعد عن الاله؟ خصوصا اذا ما عرفنا ان الانسان لا يصادف بعد موت الاله سوى الفراغ والشك والعدم ، وهل ان موت الانسان كان هو النتيجة الحتمية لموت الاله؟ بعد هذه التساؤلات الفلسفية البعيدة عن التصور الديني والذي سنضعه بين قوسين لاننا سنتطرق للموضوع فلسفيا من قبل فلاسفة الوجودية المؤمنة الذين حاولوا الوصول الى طريق فكرة الاله الحقيقة باعتباره الحضن الامن للانسان من الزاوية الوجودية . ظهر الفكر الوجودي نتيجة عصر النهضة ومشاكله، فمشاكل الانسان بدات يوما بعد يوم تزداد، بسبب زيادة المتطلبات التي يحتاجها الانسان واصبحت ضرورية لامتلاكها، كما ان التطور العلمي والمعرفي سهلت التخلص من القيود الاخلاقية والدينية فعلى الرغم من زيادة معرفة الانسان بالطبيعة والكون المحيط به، الا ان استقراره الداخلي قد اهتز بسبب اهتزاز القيم والقواعد والبديهيات الفكرية والدينية التي كان الانسان يظن انها ابدية غير قابلة للجدال او التغير. هذا القلق تراه على اوجه الجميع ، لانهم فقدوا البوصلة او المعيار في هذه الحياة ، فبحسب كيركجارد أن عدم معقولية الحياة تملأ نفس الإنسان بالقلق واليأس وإن الإيمان المطلق بالله، هو الشيء الوحيد الذي يمكننا من التغلب على عدم معقولية الحياة ومن السيطرة على القلق واليأس والوحدة في هذا العالم الغريب ، نجد هنا بان كيركجارد يخالف مقولة هيجل بأن الحقيقي عقلاني، والعقلاني حقيقي، أي في مساواته للوجود بالفكر، لكن كيركجارد يقول، بأن الأفكار لا تساوي الوجود، فمن المستحيل أن نعي الوجود كفكر. وبالتالي لماذا لا يساوي اصحاب الوجودية المومنة الوجود بالفكر؟ هل لان الوجودي اذا كان يتحدث عن الله فهو لا يتحدث عنه على اساس برهان عقلي يثبت وجوده ، بل نتيجة للتفكير في معنى الوجود الانساني عندما يستكشف هذا الوجود ، هل ان الله موجود بالارادة التي تجعلني موجودا ، وهذا يعني ان الله لايكون في محتوى لمعادلة من المعادلات او قانون من القوانين ، بل يجعل منه حضورا للوجود ؟ وبالتالي هل الايمان يكون اخلاصا لشخص اكثر منه تاييد لصيغة اعتقادية ؟ وهل نحن اليوم بحاجة الى العودة للتطرق لاشكالية الفكر المتعلقة بالمتعالي والمحايث؟ ووفق أي منظور؟ وما هو السبيل ؟ هل ان المنحى الفلسفي كفيل بالالمام بهذه الاشكالية الوجودية ؟ ام هي التجربة الحية التي تقدم للمرء شتى المعاني الالهية من خلال مختلف الحالات المتناقضة التي يعانيها بوجدان متوتر ووعي متنبه لظواهر الوجود ومعاني الانسان واحداث مصيره باعتبار مبدا الالوهية مبدا ثابت يفسر وجودنا وسلوكنا وحريتنا وانه لا وجود حقيقي الا بوجوده ؟ هذه التساؤلات ستكون هي فرضية بحثنا الذي يتكون من ثلاث مباحث :
الاول سيكون عن مشكلة الالوهية فلسفيا ووجوديا اما الثاني يدور حول فلسفة كيركجارد عن مفهوم الله وعلاقة الدين بالحياة الحضارية للإنسان المعاصر وبموقفه الوجودي اما الثالث سنتطرق فيه الى مفهوم الله عند جبريل مارسيل وكارل ياسبرز، وأنماط القلق الوجودي الذي يهدد الإنسان وكيف يستوعبها القرار الديني والإيماني بحسب وجهة الوجودية المؤمنة ثم ينتهي بالخاتمة وقائمة المصادر .
Downloads
References
2- ادريين كوخ / اراء فلسفية في ازمة العصر ، ترجمة محمود محمود ، مكتبة الانجلو المصرية ، 1963
3- بول فوكييه/ هذه هي الوجودية ،دار بيروت للطباعة والنشر ،1956،ص144.
4- معنى الوجودية /دراسة توضيحية مستقاة من اعلام الفلسفة الوجودية ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت 1967،
5- جان فال/ الفلسفة الوجودية ، ترجمة تيسير شيخ الارض، دار بيروت ،ط1 للطباعة والنشر ،1958
6- جون ماكوري / الوجودية، ترجمة امام عبد الفتاح امام ، مراجعة فؤاد زكريا عالم المعرفة ، 1982الكويت
7- جيمس كولينز / الله في الفلسفة الحديثة ، ترجمة فؤاد كامل ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1998
8- حسن يوسف/ فلسفة الدين عند كيركجارد
9- رسل / حكمة الغرب، ج2،
10- زكريا ابراهيم / مشكلة الانسان ، دار مصر للطباعة
11- عبد الرحمن بدوي/ دراسات في الفلسفة الوجودية ،دار الثقافة ،بيروت ،1973.
12- سورين كيركجارد/ خوف ورعد ، ترجمة فواد كامل،دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة ،1984
13- عبد الفتاح امام / سيرن كيركجورد، رائد الوجودية حياته واعماله، ج1،ط2، دار التنوير، بيروت، لبنان .
14- امانويل كنت/ نقد العقل العملي ،ترجمة غانم هنا،مركز دراسات الوحدة العربية ،ط1،بيروت ، 2008 .
15- مطاع صفدي/ الحرية والوجود (مدخل الى الفلسفة) منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت
16- هاني يحيى نصري/ دعوة للخول في تاريخ الفلسفة المعاصرة ، الموسسة الجامعة للدراسات والنشر،ط1، بيروت ، لبنان ،2002
17-هيغل/ فنو مينولوجيا الروح،مركز دراسات الوحدة العربية،ط1، بيرت ،2006.
Soren Kierkegaard ,Works of love , by Howard and Edna Hong ,New York, Harp &Brothers, 1962
Downloads
Published
Issue
Section
License
Copyright and Licensing:
For all articles published in Al-Adab journal, copyright is retained by the authors. Articles are licensed under an open access Creative Commons CC BY 4.0 license, meaning that anyone may download and read the paper for free. In addition, the article may be reused and quoted provided that the original published version is cited. These conditions allow for maximum use and exposure of the work.
Reproducing Published Material from other Publishers: It is absolutely essential that authors obtain permission to reproduce any published material (figures, schemes, tables or any extract of a text) which does not fall into the public domain, or for which they do not hold the copyright. Permission should be requested by the authors from the copyrightholder (usually the Publisher, please refer to the imprint of the individual publications to identify the copyrightholder).
Permission is required for: Your own works published by other Publishers and for which you did not retain copyright.
Substantial extracts from anyones' works or a series of works.
Use of Tables, Graphs, Charts, Schemes and Artworks if they are unaltered or slightly modified.
Photographs for which you do not hold copyright.
Permission is not required for: Reconstruction of your own table with data already published elsewhere. Please notice that in this case you must cite the source of the data in the form of either "Data from..." or "Adapted from...".
Reasonably short quotes are considered fair use and therefore do not require permission.
Graphs, Charts, Schemes and Artworks that are completely redrawn by the authors and significantly changed beyond recognition do not require permission.
Obtaining Permission
In order to avoid unnecessary delays in the publication process, you should start obtaining permissions as early as possible. If in any doubt about the copyright, apply for permission. Al-Adab Journal cannot publish material from other publications without permission.
The copyright holder may give you instructions on the form of acknowledgement to be followed; otherwise follow the style: "Reproduced with permission from [author], [book/journal title]; published by [publisher], [year].' at the end of the caption of the Table, Figure or Scheme.