النص وحركية والواقع قراءة عقلانية لجدلية الثابت والمتغير

المؤلفون

  • صلاح الجابري عميد كلية الآداب - جامعة بغداد

DOI:

https://doi.org/10.31973/aj.v1i119.329

الملخص

لا يصح معاملة الرؤية الفلسفية المتبلورة من شبكة المفاهيم التي صاغها النشاط الفكري للمسلمين، عبر تأريخ الإسلام، على أنها صورة مكتملة، ومغلقة على ذاتها؛ ما دامت هي في جوهرها حصيلة كل من جهود الإنسان في فهم النصوص الدينية، من جهة، وجهوده في فهم التجربة البشرية العالمية من جهة أخرى، وكما أن جهود فهم النص لم تتوقف ولن تتوقف، كذلك التفاعل مع التجربة البشرية العالمية لم يتوقف ولن يتوقف أيضاً؛ ولذلك فالتصحيح والإضافة مستمران ما دام العقل يزاول نشاطه النقدي والاستشرافي؛ وهذا يعني أن سبب الانغلاق هو توقف العقل النقدي وغياب العقل الاستشرافي، وحضور العقل السلفي الذي أغلقها على ثلة من الأوائل، فتحجرت إلى أيديولوجية استبدادية، ثم نكصت إلى ممارسة إرهابية، وتبقى تلك الرؤية ومناهجها، وإن كانت إلهية في أصلها، خياراً فكرياً مفتوحاً، فضلا عن كونها خياراً دينياً (لا إكراهياً) في أساسها وجوهرها، وهذا الخيار قابل للتحدي والاعتراض بصورة مستمرة من لدن العقل النقدي، حتى لو كان النظام الإسلامي للحياة والرؤية الفلسفية التي تؤطره، هما في عين الواقع وعين الذهن أيضاً، الخيار السليم والدافع الحضاري لحركة المجتمع وارتقائه؛ لأن النقد هو آلية التصحيح وتشخيص الأخطاء.

الاختلاف مبدأ في حين أن الانسجام تشريع، الاختلاف أمر تكويني في حين أن الانسجام أمر لاحق تسببه جملة من الأفكار والحجج والأدلة التي ينشغل بها العقل وتؤدي إلى قناعات متشابهة لدى عقول متعددة، وأغلب الانسجام الاجتماعي غير عقلاني؛ ولم يكن حصيلة لأدلة وبراهين عقلية، بقدر هو نتاج العادة والألفة بسبب طول التعايش كما يحصل في القبائل والتجمعات البشرية الأخرى القائمة على التعاون والمصالح المشتركة، ولما كانت التجمعات البشرية تختلف عاداتها وقناعاتها بحسب طرق العيش والمصالح المشتركة والأمكنة الجغرافية التي تشغلها، فليست المطابقة هي المعيار الوحيد السائد في واقع إنساني متنوع الاتجاهات والرؤى، ومن هنا ينشأ التحدي الفكري الذي يفترض الحوار ويستلزمه.

وغني عن البيان أن ذلك التحدّي يحفِّزُ الذهنَ ويهزُّ منظومة الأفكار ويخلخل توازنها مؤقتاً، فيولِّد حالة جديدة من الحراك الفكري الذي يستهدف الفحص وإعادة البناء، كما يفتح مجالاً واسعاً لإغناء الفكر السائد (الإسلامي في مثالنا) من التجربة البشرية العالمية، وقد غرق المسلمون في سبات فكري طويل قطعت البشرية في غضونه أشواطاً بعيدة في عالم العلم والتكنولوجيا والفكر، ولا يحقق الانكفاء على الذات هوية منسجمة مع الواقع الراهن، بل يسبب عزلة فكرية، واغتراباً عصرياً؛ ولهذا السبب فإن الانفتاح الواعي على التجربة البشرية بمختلف أشكالها سيشكل مصدراً مهماً لتمكين رؤية إصلاحية لتنمية جميع مرافق الحياة، ولا يحصل ذلك اعتباطاً، وإنما يتحقق على وفق مناهج علمية تحدد طبيعة العلاقة الموضوعية أو المواجهة الإيجابية بين حضارة وأخرى، أو بين رؤية فكرية وأخرى مختلفة.

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

السيرة الشخصية للمؤلف

  • صلاح الجابري، عميد كلية الآداب - جامعة بغداد

    أ.د.صلاح الجابري

    عميد كلية الآداب - جامعة بغداد

المراجع

( ) إدوارد سعيد، الاستشراق، ص120-121.
( ) شمس الدين، الشيخ محمد مهدي، مناهج الاجتهاد وتجديد أصول الفقه، ضمن مناهج التجديد، مجموعة حوارات أجراها وأعدها للنشر عبد الجبار الرفاعي، ، سلسلة آفاق التجديد، دار الفكر المعاصر، بيروت- دمشق، الطبعة الأولى، 200م، ص16-17.
( ) المصدر السابق نفسه، ص17.
( ) المصدر نفسه، ص21.
( ) المصدر نفسه، ص21-22.
( ) فضل الله، السيد محمد حسين، أثر الزمان والمكان في الاجتهاد، ضمن مناهج التجديد،ص49.

منشور

2018-12-23

إصدار

القسم

دراسات أخرى

كيفية الاقتباس

الجابري ص. (2018). النص وحركية والواقع قراءة عقلانية لجدلية الثابت والمتغير. مجلة الآداب, 1(119), 465-477. https://doi.org/10.31973/aj.v1i119.329

تواريخ المنشور