الوديان في سلطنة عمان دراسة مورفومترية لبعض وديان ولاية الرستاق و استثماراتها

الملخص

للأودية في سلطنة عمان تأثيرٌ واضحٌ على مختلف النشاطات البشرية منذ القدم، إذ تظهر القنوات و المسارات القديمة للأودية و لا سيما التي تبرز في شكل نتوءات و انحناءات، و تعرجات في التضاريس، و هذه الانحناءات و التعرجات تبين ان المياه التي تغذي الأودية كانت تتدفق بشكل أكثر استمرارية مما هي عليه الان، الامر الذي يؤكد أن مناخ عمان في العصور القديمة كان مناخاً ممطراً مما زاد من الكمية المائية المنحدرة في تلك الوديان فدفعنا إلى القيام بدراستها مورفومترية لتسليط الضوء على بعض هذه الوديان.

و الدراسة المورفومترية تحليل رياضي (حسابي) لشبكة التصريف المائية (Morphometric) لأحواض الانهار و الوديان. و يتأثر نظام التصريف المائي بعدد من العوامل، فدراسته تساعد على معرفة الظواهر الجيومورفولوجية، إذ تكون وسيلة لمعرفة التركيب الجيولوجي، و التنوع الصخري التي تلعب دوراً فعالاً في تطور أشكال سطح الارض.

و يعد التحليل الرياضي لشبكة التصريف المائي خطوة أساسية في تحليل الصور الجوية لمعرفة التراكيب الجيولوجية و إجراء القياسات المورفومترية للأحواض المائية، حيث انها تقودنا الى استنتاج العلاقة الكمية بين خصائص شكل الحوض، و هايدرولوجية الوادي، و فكرة استعمال التحليل المورفومتري(*) لتحليل شبكة التصريف المائي تبلورت من لدن العالم روبرت هورتون سنة (1945)، إذ يعد الرائد الاول في مجال الدراسات المورفومترية على ترتيب المجاري النهرية إذ عدّها حجر الزاوية الذي يمكن بها ربط الخصائص المختلفة لشبكة التصريف النهري بعضها ببعضِ، و ربطها بهيدرولوجية النهر او الوادي الرئيس و اوجد العلاقة ما بين اعداد المجاري لكل مرتبة من المراتب النهرية و اطوالها و مساحة أحواضها و انحداراتها، و نهج سترهيلر نهج هورتون بيد انه طور الاساليب القديمة و اتبع اسلوبا يحدد الروافد (المسيلات) العليا التي لا تنتهي اليها روافد أُخر (مسيلات أُخر) بالمرتبة الاولى، و عندما تلتقي روافد الرتبة الاولى مع بعضها تكون رتبة ثانية و الثانية مع بعضها تكون رتبة ثالثة و هكذا الى ان تصل الى المجرى الرئيس للنهر او الوادي.

(*) مورفومتري: يعني تحليل رقمي حسابي لظواهر السطح من معلومات مستقاة من الخرائط و اتسع في الحقبة الاخيرة ليشمل قياسات حقلية و صوراً جوية و فضائية.