الآلهة والمشاهد الزراعية في فنون بلاد الرافدين
DOI:
https://doi.org/10.31973/aj.v1i118.361الملخص
شهدت بلاد الرافدين منجزات وتطورات حضارية مهمة أثرت في تاريخ العالم بشكل عام وبتاريخها بشكل خاص ، ومنها التطور الذي شمل الجانب الزراعي الذي أحتل مركز الصدارة بين مختلف مجالات الحياة ، وشغل الدور المتميز والفعال في استخدام الوسائل المبتكرة في الأعمال الزراعية آنذاك([i]). أن اهتداء الإنسان للزراعة في حدود الألف التاسع ق.م. يمثل أول ثورة اقتصادية قام بها الإنسان ، إذ أنتقل بواسطتها من حياة جمع القوت إلى حياة أنتاج القوت ، وكانت الزراعة في بداية مراحلها بسيطة وشبه متنقلة تعتمد على خصوبة التربة متى نفذت أنتقل إلى غيرها. وكان اعتماد الإنسان أول الأمر على الزراعة الديمية في سقي المزروعات التي انحسرت في المناطق الشمالية في بلاد الرافدين التي اعتمدت على سقوط الأمطار ([ii]) ، وأن العائلة الواحدة أخذت تنتج قوتها بنفسها وتصنع الأدوات البدائية الخاصة بها ولم يظهر التخصص الكامل بالعمل ويمكن الاستدلال على استخدام الحبوب في قرية جرمو ([iii]) ، التي تم فيها العثور على الأدوات المستعملة في هذه العملية مثل المجارش والمطاحن وأواني الحجرية والفخارية كما عثر على نوع من الشعير فيها ([iv]) ، كما كانت الزراعة محدودة والتنظيم قائم على أساس التعاون المشترك في توزيع المهام وأهم تلك المستوطنات الزراعية هي (كريم شهر – زاوي جمي - شانيدر ) التي تقع شمال بلاد الرافدين ، وكما هو معلوم أن الزراعة محددة بمساحات صغيرة تفي بحاجة الفرد (أي الاكتفاء الذاتي)([v]). وعند بدايات العصر الحجري الحديث حدثت نقلات حضارية متطورة جداً أدت بالنتيجة إلى نشوء أولى القرى الزراعية في العصر الحجري الحديث وتطورها في العصر الحجري المعدني([vi]) ومن ثم قيام المدن وتطور معارف الإنسان في مجالات عدة توسعت الزراعة وخرجت من دائرة الاكتفاء الذاتي لتأخذ أنماطاً وأساليب جديدة ومختلفة وتعد بلاد الرافدين من أولى المناطق التي شهدت الثورة الزراعية ثم استمرت الزراعة بالتطور في العصور اللاحقة ففي عصر فجر السلالات الذي يعد عصر الرخاء والازدهار الحضاري والاقتصادي شارك المعبد وكهنته والسلطة السياسية المتمثلة بالملك وحاشيته وكبار موظفي الدولة والأفراد في المساهمة في الزراعة وبإمكانيات متفاوتة ، وقد أولى الأقدمون اهتماماً كبيراً بأعمال الري وحفر القنوات وبناء السدود وعرفوا مواسم الفيضان والسبل الكفيلة لدرء أخطارها كما أتقنوا عمليات مسح الأراضي وتحديد الحقول فكانت لهم أوزان ومقاييس ومكاييل محدودة وعرفوا التقويم وحساب الدورة الزراعية وصنعوا عدد من الآلات الزراعية وأقاموا الاحتفالات الخاصة بالزراعة ومواسمها وقدموا الأضاحي والقرابين إلى الآلهة لتحمي المحاصيل من الآفات الزراعية ، وقد عرفوا زراعة العديد من الحبوب والثمار والخضراوات في الحقول والبساتين والحدائق([vii]).
([i]) مجموعة من الباحثين ، " الحياة الأقتصادية" ، العراق في التاريخ ، (بغداد : 1982) ، ص194.
([ii]) باقر ، طه ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ج1، (بغداد:1973) ، ص200-201
([iii]) جرمو : وهي من أولى القرى الزراعية ومن أقدم المستوطنات الزراعية التي تقع على رابية تحمل الأسم نفسه في قضاء جمجمال ضمن محافظة السليمانية وتتكون من 16 طبقة أثرية للمزيد عنه ينظر : باقر ، المصر نفسه ، ص 195 .
([iv]) ساكز ، هاري ، عظمة بابل ، ترجمة : عامر سليمان ، الموصل : 1979 ، ص29 .
([v]) مجموعة من الباحثين ، "الحياة الاقتصادية" ، العراق في التاريخ ، بغداد : 1982 ، ص194 .
([vi]) الدباغ ، تقي ،" الزراعة والتحضر" ، العراق في موكب الحضارة ، ج 1 ، بغداد : 1988 ، ص114 .
([vii])ظهر رأي جديد منذ الخمسينات من القرن الماضي بخصوص ملكية الأراضي الزراعية في بلاد سومر مفاده أن الملكية الفردية كانت موجودة إلى جانب ملكية الأراضي المملوكة للمعبد وأنه كان باستطاعة المواطنين شراء الأراضي والحقول والبساتين والتصرف بها ، كما عرف سكان بلاد الرافدين مصطلح الحقل المخصص لزراعة الحبوب وعرفوا أيضاً استخدموا البساتين والحدائق المخصصة لزراعة الثمار كما سموا الأراضي التي تترك بدون زراعة بالأراضي البور ، مثلما عرفوا الأعمال الزراعية التي يستوجب على الفلاح إنجازها لغرض الحصول على منتوج وفير وجيد إبتداءاً من تحضير الأرض إلى حصاد المحصول ونقله إلى المخازن فقد تم تحديد الدورات الزراعية من بدأ ترطيب الحقل لغرض عزق التربة وحتى جني المحصول وخزنه للمزيد: الدباغ ، تقي ، " الثورة الزراعية" ، حضارة العراق ، ج1 ، بغداد ، 1985 ، ص 114.
التنزيلات
المراجع
2- أوتس ، ديفيد وجون ، نشوء الحضارة ، ترجمة لطفي الخوري ، (بغداد : 1988) .
3- بوتس ، دانيال تي ، حضارة وادي الرافدين الأسس المادية ، ترجمة : كاظم سعد الدين ، (بغداد : 2006) .
4- الجادر ، وليد ، " التجمعات الزراعية الأولى " ، المدينة والحياة المدنية ، ج1 ، (بغداد)
5- الحاج يونس ، ريا محسن ، فجر الحضارة السومرية في ضوء أختام عصري الوركاء وجمدة نصر ، أطروحة دكتوراه غير منشورة مقدمة إلى قسم الآثار ، كلية الآداب ، (بغداد : 1998) .
6- الحيالي ، فيحاء مولود ، ألواح فخارية من موقع حوض حمرين من العصر البابلي القديم ، دراسة فنية حضارية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الآثار ، كلية الآداب ، (بغداد : 2006) .
7- الحيالي ، فيحاء مولود ، الأساطير والملاحم المنفذة في فنون بلاد الرافدين –دراسة مقارنة_ أطروحة دكتوراه غير منشورة ، قسم الآثار ، كلية الآداب ، جامعة بغداد ، (بغداد:2016).
8- الدباغ ، تقي ، " الثورة الزراعية" ، حضارة العراق ، ج1 ، (بغداد : 1985) .
9- الدباغ ، تقي ،" الزراعة والتحضر" ، العراق في موكب الحضارة ، ج 1 ، (بغداد : 1988).
10- ساكز ، هاري ، عظمة بابل ، ترجمة : عامر سليمان ، (الموصل : 1979)
صبحي أنور رشيد ، تاريخ الفن في العراق القديم ، فن الأختام الاسطوانية ، ج1 ، (بيروت:1969)
11- صبحي أنور رشيد وحياة عبد علي ، الأختام الأكدية في المتحف العراقي ، (بغداد : 1982) .
12- طه باقر ، مقدمة في تاريخ الحضاراتِ، ج1 ، (بغداد : 1973) .
13- مجموعة من الباحثين ، "الحياة الاقتصادية" ، العراق في التاريخ ، (بغداد : 1982) .
14- مهدي ، علي محمد ، أنماط الملكية الزراعية في وادي الرافدين عبر العصور ، مجلة النفط والتنمية ، العدد 87 ، (بغداد : 1981) .
15- مورتكات ، أنطوان ، الفن في العراق القديم ، ترجمة : عيسى سلمان وسليم طه التكريتي ، (بغداد : 1975) .
المصادر الأجنبية :
1- Black , J. and Green ,A. ,Gods , Demons and Symbols of Ancient Mesopotamia , (British Museum : 1992) ,p.132 .
2- Collon , D. “ First Impression “ (Great Britain : 2005) .
3- Frankfort ,H. “ Stratified Cylinder Seals from Diyala “ OIP , vol.LXXII , (Chicago) , Pl.6 .
4- Goodison ,L. and Marris ,C. “ Ancient Goddesses “ (Great Britain : 1990) .
5- Leick ,G. , A Dictionary of Ancient Near Eastern Mythology , (London – New York : 1991) .
6- Opifious , Ruth , Das Altbabylonische Terrakottar eliet , (Berlin : 1961) .
7- Ward ,W. , The Seal Cylinder Western Asia , (Washington : 1910) .
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
:حقوق الطبع والنشر والترخيص
بالنسبة لجميع البحوث المنشورة في مجلة الآداب، يحتفظ الباحثون بحقوق النشر. يتم ترخيص البحوث بموجب ترخيص Creative Commons CC BY 4.0 المفتوح ، مما يعني أنه يجوز لأي شخص تنزيل البحث وقراءته مجانًا. بالإضافة إلى ذلك ، يجوز إعادة استخدام البحث واقتباسه شريطة أن يتم الاستشهاد المصدر المنشور الأصلي. تتيح هذه الشروط الاستخدام الأقصى لعمل الباحث وعرضه.
:إعادة إنتاج البحوث المنشورة من الناشرين الآخرين
من الضروري للغاية أن يحصل الباحثون على إذن لإعادة إنتاج أي بحث منشورة (أشكال أو مخططات أو جداول أو أي مقتطفات من نص) لا يدخل في نطاق الملكية العامة أو لا يملكون حقوق نشرها. يجب أن يطلب الباحثون إذنًا من مؤلف حقوق النشر (عادة ما يكون الناشر).
يطلب الإذن في الحالات التالية:
بحوثك الخاصة المنشورة من قِبل ناشرين آخرين ولم تحتفظ بحقوق النشر الخاصة بها.
مقتطفات كبيرة من بحوث أي شخص أو سلسلة من البحوث المنشورة.
استخدم الجداول والرسوم البيانية والمخططات والمخططات والأعمال الفنية إذا لم يتم التعديل عليها.
الصور الفوتوغرافية التي لا تملك حقوق لنشرها.
لا يطلب الإذن في الحالات التالية:
إعادة بناء الجدول الخاص بك مع البيانات المنشورة بالفعل في مكان آخر. يرجى ملاحظة أنه في هذه الحالة يجب عليك ذكر مصدر البيانات في شكل "بيانات من ..." أو "مقتبس من ...".
تعتبر عروض الأسعار القصيرة معقولة الاستخدام العادل ، وبالتالي لا تتطلب إذنًا.
الرسوم البيانية ، الرسوم البيانية ، المخططات ، الأعمال الفنية التي أعاد الباحث رسمها بالكامل والتي تم تغييرها بشكل ملحوظ إلى درجة لا تتطلب الاعتراف.
الحصول على إذن
لتجنب التأخير غير الضروري في عملية النشر ، يجب أن تبدأ في الحصول على أذونات في أقرب وقت ممكن. لا يمكن لمجلة الآداب نشر بحث مقتبس من منشورات أخرى دون إذن.
قد يمنحك مالك حقوق الطبع والنشر تعليمات بشأن شكل الإقرار الواجب اتباعه لتوثيق عمله ؛ بخلاف ذلك ، اتبع النمط: "مستنسخ بإذن من [المؤلف] ، [كتاب / المجلة] ؛ نشره [الناشر] ، [السنة]." في نهاية شرح الجدول ، الشكل أو المخطط.