عتبة نصيّة أولى في الرواية العربية المعاصرة
DOI:
https://doi.org/10.31973/aj.v1i120.281الملخص
المقدمة :
يعدّ العنوان من الامور الفنية المهمة التي تتصدر واجهة الكتاب، وهو الذي يهيمن منذ النظرة الاولى على ذهن المتلقي الذي يدقق كثيرا في اختيار اسم المؤلَّف الذي سيقتنيه، وتحظى الرواية بالاهتمام الكبير اليوم عند كل الناس، لانها تقص أحداثا جسيمة، وتقدم شخصيات متنوعة في أدوارها من الملوك الى الانسان البسيط، فضلا عمّا تثيره من متعة أدبية، وتضع الرواية حلولا عديدة لعوالم متخيّلة ، وكذلك للعوالم الاجتماعية الحقيقية في عالمنا المضطرب، والعنوان (بنية إشارية دالة، تحمل الكثير مما قد يخفيه النص، بل قد يحيل الى ما لا يقوله، فيقول العنوان ما لا يقوله النص، من خلال استراتيجيته الضاغطة، وسلطته الدلالية التي تعد انفجارية إذا ما استفزت قرائيا)(1). والعنوان اقتصاد في الالفاظ وعمق في الدلالة، وهو المفتاح الاول للدخول الى عوالم العمل الفني، وهو ثريّا الكتاب المشعة، التي تجذب الانتباه أول مرّة (وهو مادة مشعة تضيء فضاء النص وتقود الى امكانية فكّ رموزه وكشف غموضه، وأن النص والعنوان يدخلان في علاقة مشتركة، فالواحد يعلن والآخر يفسر، فالعناوين تشكل علامات دالة تلخص مدارات التجربة والابعاد الرمزية لها)(2) . والعنوان عتبة نصية مهمة فيه اشارات علنية، أو ضمنية لبعض أحداث الرواية.
تحتل الرواية العربية المعاصرة مكانة متقدمة في الادب العربي اليوم لانها تملك كتّابا لامعين في هذا الفن فضلا عن ثراء الواقع العربي بالموضوعات الكثيرة المهمة التي تحفز المبدع على العطاء في الفكر والسياسية والاجتماع والامور التي نتداولها يوميا، فجاءت العنوانات معبّرة ومؤثرة في نفس المتلقي، ومستوحاة من أحداث جسيمة مرّت على العرب. ويعتمد اختيار العنوان على نباهة الروائي، وسعة إفقه، وقيمة الموضوع الذي يكتب فيه، وتأثيره في نفوس المتلقين. العنوان أو اسم الكتاب هو أول ما يطالع القارئ حين العرض أو القراءة، وصدقت المقولة التي تقول: ( الكتاب يقرأ من عنوانه).فهو العتبة النصية الاولى التي يواجهها نظر المتلقي أول مرّة، وهو تشكيل بصري يمتلك ايقاعا مؤثرا، أو عتبة نصية أولى مهمة جدا، لانها ربما تفصح عن بعض الافكار الاولية للمؤلف، أو أنها تتطابق مع بعض المضامين الدلالية والفكرية في التراث الانساني، فتكون عنصر جذب للقارئ. والعنوان إلتفاتة ذكية من المبدع في انتقاء ما هو مؤثر في نفوس القارئين، وان اختيار العنوان الجميل موهبة حبا الله بها بعض عباده ، فلا تتساوى العناوين في قوة تأثيرها وتعبيرها في الموضوعات المختلفة عند المؤلفين في النفوس المتلهفة للقراءة، بل تكون بحسب دلالتها ووظيفتها، وحذق المؤلف وحنكته في الاختيار. يمتلك العنوان وظائف عديدة حين قراءته، وتكون أما إغرائية أو إيحائية أو عجائبية أو تعيينية، يقصد بعضها المبدع، وربما يقصدها كلها، وتلك الوظائف تعود الى ظواهر عديدة كالبحث عن الذات، أو معالجة ظواهر اجتماعية مؤثرة، وربما معالجة حالات شخصية، أو أن سيميائية النص تقود الى ذلك، وقد يكون العنوان عتبة نصية أولى موازية لعنوانات أخرى داخلية في العمل الفني ،وهي عتبات نصية لاحقة في العمل الروائي الواحد. العنوان هو المفتاح الاول للدخول الى أعماق النص، وهو الذي يقع عليه البصر أول مرّة وفيه إيقاع بصري أو تشكيل مرئي أول، وربما يفصح عن موضوعات كثيرة ومهمة قبل الدخول الى القراءة المعمقة الدقيقة، وهو خطاب أولي موجز لافكار مكثفة، موجّهٌ الى القارئ في بادئ الامر، الذي نتوقع أنه استوعب الفكرة التي يريدها المؤلف، فجعله ثريّا عمله، أو أنه مانشيت مركّز في ألفاظه يتصدر الرواية.
التنزيلات
المراجع
2-شعرية العنوان في القصص الموجهة الى الطفل،عائشة يوسف رماش مجلة جامعة دمشق المجلد 28سنة2012.
3-مملكة الفراشة،واسيني الاعرج،كتاب مجلة دبي الثقافية دبي 2013.
4-شروكية،شوقي كريم حسن،بغداد 2007.
5-خوشيّة،شوقي كريم حسن،دار ضفاف للطباعة والنشر 2014.
6-ترمي بشرر،عبده خال،منشورات دار الجمل بغداد 2009.
7-أيوب ،هشام توفيق الركابي،وزارة الثفافة والاعلام دار الشؤون الثقافية بغداد 2000.
8-عابر سبيل،أحلام مستغانمي،منشورات أحلام مستغانمي بيروت2003.
9-زقنموت،تحسين كرمياني،دار الفارس للنشر عمّان 2013.
10-عزازيل ،يوسف زيدان،دار الشروق القاهرة مصر 2009.
11- الصمت،إلهام عبد الكريم،دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 2012.
12- مناديل إنثى،أطياف إبراهيم سنيدح،دار الينابيع دمشق 2010.
13-امرأتان على شاطئ البحر،حنان الشيخ،دار الاداب بيروت 2013.
14-سابع أيام الخلق،عبد الخالق الركابي،دار المدى الثقافية بغداد2009.
15-فرانكشتاين في بغداد،أحمد سعداوي بغداد 2013.
16-أوراق سيدة الشجر،عبد الزهرة علي،مكتبة عدنان بغداد2013.
17- وتساقطت أوراق الخريف،د.عبد الحسن حسن خلف،بغداد 2009.
18-الفلكيون في ثلاثاء الموت،عبورالبشروش،سليم بركات المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت 2006.
19-الميتة الثالثة والاخيرة لعبد شويخ البدوي،وقائع آيلة للتفتت،أسعد الهلالي،دار الشؤون الثقافية بغداد 2010.
20-أشجار البراري البعيدة،دلال خليفة، قطر2014.
21-أبعد من ذاكرة المدينة،مفيد نحلة،عمّان،الاردن،دار الكرمل للنشر والتوزيع 2000.
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
:حقوق الطبع والنشر والترخيص
بالنسبة لجميع البحوث المنشورة في مجلة الآداب، يحتفظ الباحثون بحقوق النشر. يتم ترخيص البحوث بموجب ترخيص Creative Commons CC BY 4.0 المفتوح ، مما يعني أنه يجوز لأي شخص تنزيل البحث وقراءته مجانًا. بالإضافة إلى ذلك ، يجوز إعادة استخدام البحث واقتباسه شريطة أن يتم الاستشهاد المصدر المنشور الأصلي. تتيح هذه الشروط الاستخدام الأقصى لعمل الباحث وعرضه.
:إعادة إنتاج البحوث المنشورة من الناشرين الآخرين
من الضروري للغاية أن يحصل الباحثون على إذن لإعادة إنتاج أي بحث منشورة (أشكال أو مخططات أو جداول أو أي مقتطفات من نص) لا يدخل في نطاق الملكية العامة أو لا يملكون حقوق نشرها. يجب أن يطلب الباحثون إذنًا من مؤلف حقوق النشر (عادة ما يكون الناشر).
يطلب الإذن في الحالات التالية:
بحوثك الخاصة المنشورة من قِبل ناشرين آخرين ولم تحتفظ بحقوق النشر الخاصة بها.
مقتطفات كبيرة من بحوث أي شخص أو سلسلة من البحوث المنشورة.
استخدم الجداول والرسوم البيانية والمخططات والمخططات والأعمال الفنية إذا لم يتم التعديل عليها.
الصور الفوتوغرافية التي لا تملك حقوق لنشرها.
لا يطلب الإذن في الحالات التالية:
إعادة بناء الجدول الخاص بك مع البيانات المنشورة بالفعل في مكان آخر. يرجى ملاحظة أنه في هذه الحالة يجب عليك ذكر مصدر البيانات في شكل "بيانات من ..." أو "مقتبس من ...".
تعتبر عروض الأسعار القصيرة معقولة الاستخدام العادل ، وبالتالي لا تتطلب إذنًا.
الرسوم البيانية ، الرسوم البيانية ، المخططات ، الأعمال الفنية التي أعاد الباحث رسمها بالكامل والتي تم تغييرها بشكل ملحوظ إلى درجة لا تتطلب الاعتراف.
الحصول على إذن
لتجنب التأخير غير الضروري في عملية النشر ، يجب أن تبدأ في الحصول على أذونات في أقرب وقت ممكن. لا يمكن لمجلة الآداب نشر بحث مقتبس من منشورات أخرى دون إذن.
قد يمنحك مالك حقوق الطبع والنشر تعليمات بشأن شكل الإقرار الواجب اتباعه لتوثيق عمله ؛ بخلاف ذلك ، اتبع النمط: "مستنسخ بإذن من [المؤلف] ، [كتاب / المجلة] ؛ نشره [الناشر] ، [السنة]." في نهاية شرح الجدول ، الشكل أو المخطط.