تناقص واردات نهري دجلة والفرات وآثارها على الإنتاج الزراعي (محافظات وسط وجنوب العراق أنموذجا)

المؤلفون

  • Enteza rJassem Jabor
  • Shorouq Naeem Jassim

DOI:

https://doi.org/10.31973/aj.v2i111.1581

الكلمات المفتاحية:

/

الملخص

 

مع اقتراب تركيا من استكمال بقية وحدات مشروع جنوب شرق الأناضول في السنوات القادمة سوف يصبح الوضع المائي العراقي حرجاً للغاية نتيجة لقيام الأولى بخزن أكثر من ( 40-50 %) من مياه نهر الفرات و (17,5 -34 %) من مياه نهر دجلة و هذا بالطبع سيؤدي إلى ظهور عجز مائي كبير في العراق الأمر الذي سينعكس سلباً على مجمل أوضاعه الاقتصادية و الاجتماعية ليلحق به أضرارا فادحة في مجمل المجالات و لاسيما الزراعية.

يهتم البحث بمنطقة السهل الرسوبي بوصفه نموذج لبيان تأثير شحة مياه نهري دجلة و الفرات على الإنتاج الزراعي فيه لأنه يمثل سلة الغذاء العراقي، لكن (80%) من مساحة هذا السهل تعاني من درجات مختلفة من التملح و التغدق نتيجة لعوامل عديدة منها تغير المناخ و سوء الإدارة كما و إن كون النهرين الرئيسيين في العراق هما من دول مجاورة فإن هذا يعد تهديداً كبيراً لضمان إمكانية الحصول على موارد المياه بشكل مستمر و هذا الأمر يهدد الإنتاج الزراعي فيه و يعرض مساحات واسعة فيه للتصحر و ما ينتج عن ذلك من مشاكل بيئية و اقتصادية و اجتماعية، إن الطلب على المياه للاستخدام الزراعي في العراق الأهم من بين أوجه الاستخدامات الأخرى و قد تكون نسبة الاستخدام الزراعي مرتفعة قد تصل إلى (92%) من بين الاستخدامات الأخرى و قد يرجع ذلك إلى بدائية أساليب الري المتبعة حيث كثرة الضائعات المائية و الهدر الكبير و سوء الاستخدام و لكن على الرغم من ذلك فإن الخطر الحقيقي الذي يواجه الإنتاج الزراعي و بقية الاحتياجات المائية في العراق هو قلة الواردات المائية لنهري دجلة و الفرات.

مما تقدم يتبين إن هناك شحة واضحة بمصادر المياه في العراق كما إن التأثيرات المستقبلية المتوقعة للتغيرات المناخية تشير إلى إمكانية حصول نقصان و تذبذب مستقبلي واضح في كميات التساقط و زيادة درجات الحرارة مما سيجعل من تفاقم الهشاشة في قطاع مصادر المياه العذبة، حيث إن كمية و نوعية مصادر المياه العذبة المتوفرة تعد ضمن حدود الخطر فمعظم مساحة العراق تقع ضمن الصحراء و هناك أراضي تقع ضمن مساحته تستقبل مياه مطر تقل عن (150 ملم سنوياً) كنتيجة لذلك فان العراق يعد من البلدان التي تعتمد بشكل كبير جدا على البلدان المجاورة (تركيا و سوريا و إيران) لتوفير مصادر المياه العذبة التي تتدفق إلى العراق عبر نهري دجلة و الفرات و الكارون، لقد توصل البحث لمجموعة من الاستنتاجات منها:

أدى شروع تركيا بإقامة مشاريعها المائية الطموحة على نهري دجلة و الفرات إلى إلحاق الضرر في العراق، فالمشكلة التي يتعرض لها العراق و الكارثة الحقيقية سببها السدود و الخزانات التي أنشأتها تركيا على نهري دجلة و الفرات و عدم مراعاة حقوق المجرى الأسفل للنهرين و التي أثرت في حصة العراق المائية بشكل كبير جداً مما أثر على المحاصيل الزراعية و تحول أراضي الرافدين إلى منطقة تعاني من شحة المياه التي تحتاجها الزراعة و المتطلبات الأخرى مما ينبئ بكارثة حقيقية يتعرض لها العراق لا يقرها القانون الدولي و مبادئ الإسلام و مبادئ الجوار التي تربطه بتركيا، و سوف تستمر ندرة المياه في التزايد في المستقبل نتيجة لتزايد عدد السكان و تزايد استهلاك الفرد للمياه و لاسيما مع تفاقم مشكلة الجفاف في العراق بعد تحويل إيران لمجاري الأنهار وإنشاء تركيا لسدودها على نهري دجلة و الفرات و تغير الطقس و المناخ و تعرض العراق إلى العواصف الرملية بصورة متكررة و تغير الطقس و جفاف الاهوار و البحيرات والخزانات و زحف الصحراء على الأراضي الزراعية فضلاً عن تعرض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العراق للجفاف و تحولها إلى أراضي صحراوية قاحلة إذ تقدر تلك المساحات بـ(70%) من الأراضي الزراعية المروية في العراق.

يجب عدم استثناء إيران من إلحاق الضرر المتعمد بالعراق من خلال إقامتها السدود على مجاري الروافد المغذية لنهر دجلة و الأنهار المشتركة بين البلدين وتغير مسارات بعضها و حجبها عن الوصول إلى الأراضي العراقية مما الحق ضرراً  كبيراً جداً بالأراضي الزراعية العراقية و حتى الاهوار. أما أهم التوصيات فهي:

إقرار مبدأ المفاوضة و الحوار مع دول الجوار الجغرافي التي تنبع منها الأنهار لحل القضايا التي تتعلق باستخدام المياه و توزيعها بشكل عادل بين الدول المتشاطئة و أبرام اتفاقيات بهذا الخصوص لضمان الحصص المائية لتلك الدول على وفق ما تقرره الأعراف و القوانين الدولية. تبني السياسات المائية التي تكفل كفاية الاستخدام و الحد من الهدر و المحافظة على المياه من التلوث و عد المياه عنصراً أساسياً لأي إستراتيجية زراعية و تفعيل مؤسسات إدارة و صيانة شبكات الري و الصرف المعنية بتطبيق هذه السياسات و تطوير نظم و وسائل الري و التوزيع و آليات إعادة استخدام المياه و التصريف الآمن و وسائل تقليل الفاقد منها و تخزين مياه الأمطار و السيول في خزانات سطحية و جوفية، و اعتماد وسائل الري الحديثة في الزراعة و التي لا تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل منظومة الري بالرش أو التنقيط و غيرها .

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

المراجع

1- إسماعيل ألعبيدي ,إشكاليات السياسة المائية بين سوريا وتركيا , مجلة التربية والعلم , العدد 2 , المجلد 17 , 2010
2- جمهورية العراق , وزارة التخطيط , الجهاز المركزي للإحصاء ,قسم إحصاءات البيئة , تقرير الإحصاءات البيئية للعراق لسنة 2011 .
3- جمهورية العراق , وزارة التخطيط , الجهاز المركزي للإحصاء , مديرية إحصاءات البيئة , مؤشرات البيئة والتنمية المستدامة ذات الأولوية في العراق , أيلول 2010 .
4- جمهورية العراق, وزارة التخطيط , الجهاز المركزي للإحصاء , مديرية الإحصاء الزراعي, إنتاج الحنطة والشعير 2012 , ت1 2012
5- جون وتربيري , المياه العربية العابرة للحدود ومعوقات التعاون الدولي في الشرق الأوسط من كتاب المياه في العالم العربي :آفاق واحتمالات المستقبل , أبو ظبي , 1997 .
6- حامد عبيد حداد,تحديات الأمن المائي للعراق (لحوض دجلة والفرات),دراسات دولية,مركز الدراسات الدولية,جامعة بغداد,العدد 51 .
7- حميد عبيد عبد , واقع الموارد المائية وتقدير الاحتياجات المائية للزراعة المروية في العراق 1980-2001 , مجلة جامعة كربلاء العلمية , المجلد الخامس , العدد الرابع العلمي , ك1 2007 .
8- ريان ذنون محمد العباسي , الآثار الاقتصادية والبيئية لمشروع جنوب شرقي الأناضول على سوريا والعراق , دراسات إقليمية, مركز الدراسات الإقليمية , جامعة الموصل , العدد 4 , 2005 .
9- زياد خليل الحجار , الأمن المائي والأمن الغذائي العربي , دار النهضة العربية , بيروت , لبنان , 2009
10- سالم محمد عبود وزياد محمد عبود , صناعة العطش ومستقبليات حرب المياه دراسة في الوطن العربي والعراق , دار الدكتور للعلوم , ط1, بغداد , العراق , 2013 .
11- صبري فارس الهيتي , المياه عنصر متحكم في الأمن الغذائي العربي, مجلة دراسات اجتماعية , قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة , بغداد , العدد السابع , السنة الثانية , 2000 .
12- عباس فاضل السعدي,جغرافية العراق وإطارها الطبيعي نشاطها الاقتصادي جانبها البشري,وزارة التعليم العالي والبحث العلمي,جامعة بغداد ,ط1 ,2009 .
13- عبد الستار سلمان حسين , مشروع جنوب شرق الأناضول :ألكاب –الجوانب الفنية , دراسات اجتماعية , قسم الدراسات الاجتماعية , بيت الحكمة , بغداد , العدد 7 ,السنة الثانية خريف 2000 .
14- عبدالله حسون محمد , مشكلة المياه ما بين العراق ودول الجوار الآثار الاقتصادية والسياسية الناجمة عنها دراسة في الجغرافية الاقتصادية , مجلة الفتح , كلية التربية , جامعة ديالى , العدد , 38 , شباط 2009 .
15- عبد المقصود حجو,المياه العربية وصراع الشرق الأوسط ,دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ,القاهرة ,مصر ,ط1 ,2006 .
16- عبد المنعم هادي علي ,دراسة جغرافية قانونية لحقوق العراق المائية المكتسبة في نهري دجلة والفرات,مجلة أوراك للأبحاث الإنسانية,العدد الأول,المجلد 3,شباط 2010 .
17- فؤاد قاسم الأمير, الموازنة المائية في العراق وأزمة المياه في العالم , دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع , ط2 , 2011 .
18- محمد احمد السامرائي , إدارة استخدام المياه , دار الرضوان للنشر والتوزيع , عمان , الأردن , ط1 , 2012 .
19- محمد صادق إسماعيل,المياه العربية وحروب المستقبل ,العربي للنشر والتوزيع, ط1 , القاهرة , مصر,2012 .
20- مجيد حميد ألبدري وباسم حازم ألبدري , المشكلات المتعلقة بالأمن المائي العربي وحماية البيئة الوضع الراهن وأفاق المستقبل , مجلة كلية الآداب , العدد 61 .
21- المنظمة العربية للتنمية والزراعة ,برنامج الأمن الغذائي العربي ,ج1 ,الموارد الطبيعية ,الخرطوم ,1986.
22- مهدي الصحاف , الموارد المائية في العراق وصيانتها من التلوث , وزارة الإعلام , سلسلة الكتب الحديثة , بغداد , 1976 .
23- موسوعة البيئة العراقية لمؤلفه سليم مطر ,ط1 ,2010

التنزيلات

منشور

2015-03-15

إصدار

القسم

علم الجغرافيا

كيفية الاقتباس

تناقص واردات نهري دجلة والفرات وآثارها على الإنتاج الزراعي (محافظات وسط وجنوب العراق أنموذجا). (2015). مجلة الآداب, 2(111), 475-504. https://doi.org/10.31973/aj.v2i111.1581

تواريخ المنشور