المفارقة بين التحليل والتأويل في شعر الأعور الشني العبدي

الملخص

إن الدعوة للنظر في شعر الأعور الشني لم تأتِ من فراغ وإِنما لإنّه يمثل صورة من صور التجربة الإبداعية في شعرنا القديم، من هنا كان لا بد لنا من وقفة للنظر في نصوصه وإبراز  مكانتها الحقة وجماليتها.

ثم لابد  لنا من الأنطلاق من نقطة معينة لتضيء خبايا  شعر هذا الشاعر العريق الذي  ضاع معظمه في رحلة الزمن الطويلة التي قطعها منذ العصر الأموي حتى  يومنا هذا فبرزت في شعره ظاهرة لافتة للنظر آلا وهي ( المفارقة) فقد رصدنا تسعاً وثلاثين مفارقة في أثنتين وعشرين مقطعة شعرية على الرغم من تفاوت عدد ابيات هذه المقطعات بين البيت الواحد والستة عشر بيتاً.

لكن قبل الخوض في غمار هذا البحث لابد لنا ان نمر مروراً سريعاً على حياة الشاعر للتعرف به.

فهو بشر بن منقذ أحد بني شني بن اٌقصى بن عبد القيس ([i]) وكنيته أبو منقذ، وقد وصفه بعض  النُقاد بانه شاعر محسن ، ويراه ، البعض إِنه من فحول الشعراء الإسلاميين، بل أنَّه فاق أهل زمانه وسمي بالأعور لبيت  شعر قاله([ii])، لقد امتاز شعر العبدي بالحكم والقيم والنصائح ، ورؤية الواقع المعاش([iii]).

([i]) ينظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة ، تحقيق: احمد شاكر ، ج2 ، ص 639

([ii]) الشعر والشعراء، لابن قتيبة ، ج2،ص640.

([iii]) المصدر نفسه ، ج2،ص640