دور السنن الإلهية في وعي الإنسان وتكامله الفكري

المؤلفون

  • عامر عبد الأمير حاتم جامعة بغداد كلية التربية (ابن رشد) للعلوم الإنسانية تخصص : فكر إسلامي

DOI:

https://doi.org/10.31973/aj.v1i124.108

الملخص

يُعد القرآن الكريم أول كتاب في التاريخ نبّه المجتمع البشري، أنّ هناك سنن وقوانين تتحكم بحركة الإنسان بما هو جزء من مجتمع، ولها علاقة كبيرة بمصيره - سعادة أو شقاء - لذا يتوجب عليه أن يتعرّف عليها ويعيها، من أجل أن يكون إنساناً فاعلاً، ومن أجل أن يتحكم في هذه السنن، وإلا تحكّمت هي فيه وهو مغمض العينين . تتألف الدراسة من ثلاثة مباحث : المبحث الأول: فلسفة السنن الإلهية . المبحث الثاني: الإنسان ودوره في عملية التغيير . المبحث الثالث: خصائص السنن الإلهية وأشكالها.

المقدمة : إنَّ العلم الذي يدرس السنن التاريخية الإلهية هو علم فلسفة التاريخ، وأن الهدف من دراسته هو الوصول إلى الكشف عن عوامل النهضة والانحطاط للأمم والحضارات، والكشف عن الأرضية التي جعلت المسلمين يشيدون حضارة رائدة. إنّ هذه المقاربة للتاريخ ليست من نوع الدراسات التمجيدية، بل هي مقاربة هدفها تمييز عناصر القوة من عناصر الضعف في تاريخ الأمة، أي التمييز بين الخط الرسالي الأصيل والخط المنحرف . لذلك احتلت فلسفة التاريخ ومع تنامي الوعي التاريخي ، المرتبة الأهم بين العلوم التاريخية، بل والاجتماعية أيضاً، وذلك عندما لعبت دور المصدر الموجِّه والمرشد في صياغة الأصول المعرفية . وعلى الرغم من ذلك فإنّ الأمة الإسلامية بمكوناتها القومية المتعددة، ما تزال غافلة عن هذا كله، وعن القيمة الفعلية لفلسفة التاريخ وأثرها الكبير في توفير القدرة على ترسيم النظم الاجتماعية والسياسية المناسبة، وعلى توفير فرص الأخذ بزمام المبادرة في التخطيط من أجل نهوض حضاري يغيّر واقع الأمة نحو الأفضل. من هنا تأتي هذه الدراسة التي تقوم على دعوى أن نتاج الفكر الإسلامي في فلسفة التاريخ من خلال السنن التاريخية الإلهية، يمثل ثروة فكرية غنية ذات أصالة واضحة، استمدت شرارتها الأولى من وحي القرآن، ثم من وعي تجارب التاريخ . إنَّ وضع القضايا المطروحة على العالم الإسلامي في إطار الرؤية الفلسفية للتاريخ، سيحرر الفكر الإسلامي من انتظار الخلاص من لدن المستبد العادل ([i])، أو انتظار الخلاص من الفكر الغربي الجاهز، فهذا النوع من الانتظار هو النتيجة الحتمية للتفكير السطحي الناجم عن النظرة التجزيئية للقضايا، والذي لا يمكن التحرر منه إلا بالنظرة الشمولية الملازمة للرؤية الفلسفية للتاريخ . إنّ الوعي بضرورة فلسفة التاريخ لتنظير وتجسيد مشروع حضاري سوف يصبح أطروحة مثيرة للابتكار، إذا تأسس على محاولة الاستقلال الفكري ومراجعة التصورات السائدة عن الحضارة الإسلامية، وهي مراجعة تحتاج إلى جرأة فكرية واجتهادية يحرران الفكر الإسلامي المعاصر من المواقف المريحة، التي تدّعي أنّ كل شيء جاهز من ماضينا أو من حاضر الثقافة الغربية.

فالرؤية الفلسفية للتاريخ من حيث هي رؤية نقدية مرتبطة بالمراجعات المستمرة، التي تتطلبها تطورات المجتمع من جهة، ومكتسبات العلوم الإنسانية من جهة أخرى، وهذه المراجعات ضرورية لتصحيح المفاهيم وإدراك الواقع. فعقلانية المنهج وعقلانية العمل أو الممارسة عامل أساسي وضروري لتغيير الواقع المنحط وخوض الصراع الحضاري الذي يتسم به هذا العصر. ولا يمكن إصلاح وضعنا إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم الذي كشف لنا أنَّ الإنسان بما هو جزء من مجتمع، تتحكم به سنن وقوانين لها علاقة كبيرة بمصيره - سعادة أو شقاء - لذا وجب عليه التعرّف على هذه السنن لكي يكون على بصيرة ووعي من أمره .

 

([i]) فكرة (المستبد العادل) تدل على خضوع الفقهاء والمفكرين المسلمين للأمر الواقع، وقد استخدم الشيخ محمد عبده هذه الفكرة التي تجمع بين المتناقضين: الاستبداد والعدل.

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

السيرة الشخصية للمؤلف

  • عامر عبد الأمير حاتم، جامعة بغداد كلية التربية (ابن رشد) للعلوم الإنسانية تخصص : فكر إسلامي

    أ.م.د. عامر عبد الأمير حاتم

    جامعة بغداد

    كلية التربية (ابن رشد) للعلوم الإنسانية

    تخصص : فكر إسلامي

المراجع

- القرآن الكريم
1- أحمد الحسني البغدادي، التفسير الجديد لحركة التاريخ في النص القرآني، مكتبة البغدادي العامة، ط1، 2015م.
2- أحمد عبد الرحمن إبراهيم، الفضائل الخلقية في الإسلام ، دار الوفاء ، بيروت، 1988م.
3- أحمد محمود صبحي، في فلسفة التاريخ، طبعة الاسكندرية، د. ت.
4- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير- كتاب النكاح، أحمد بن علي محمد العسقلاني، مؤسسة قرطبة ، ط1، 1995.
5- صائب عبد الحميد، محمد باقر الصدر تكامل المشروع الفكري والحضاري، دار الكتاب العربي، بغداد، 2002م.
6- الصدوق، مَنْ لا يحضره الفقيه، دار التعارف للمطبوعات، ط5، بيروت، 1975م.
7- عبد الجبار ناجي، فلسفة التاريخ والنهاية الحتمية للحضارة والدولة، مؤسسة العارف للمطبوعات ، بيروت، 2007م.
8- عبد الحق مصطفى، محمد باقر الصدر – نموذج في مشروعه التأسيسي، دار الإسلام، لندن، 1993م.
9- الكليني، الأصول من الكافي، دار الكتب الإسلامية، ط3، طهران، 1981م.
10- محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة، مركز الأبحاث والدراسات التخصصية للإمام الصدر، ط1، إيران، 1421هـ.
11- محمد باقر الصدر، اقتصادنا، دار التعارف للمطبوعات، ط20، بيروت، 1987م.
12- محمد باقر الصدر، الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية، دار الكتاب الإيراني، طهران، 1981م.
13- محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية ، دار التعارف للمطبوعات، ط2، بيروت، 1981م.
14- محمد حسين فضل الله، مع الحكمة في خط الإسلام، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1985م.
15- محمد عبد اللاوي، فلسفة الصدر، مؤسسة العارف، ط2، بيروت- لبنان، 1422هـ.
16- محيي الدين إسماعيل ، توينبي منهج التاريخ وفلسفة التاريخ ، منشورات وزارة الإعلام العراقية، بغداد، 1977م.
17- مرتضى المطهري، المجتمع والتاريخ، ترجمة محمد علي آذرشب، مكتبة الإمام الصادق، ط1، إيران، 2008م.
18- هاشم يحيى الملاح، المفصل في فلسفة التاريخ ، دار الكتب العلمية، بيروت، 2012م.

منشور

2018-09-15

إصدار

القسم

دراسات أخرى

كيفية الاقتباس

عبد الأمير حاتم ع. (2018). دور السنن الإلهية في وعي الإنسان وتكامله الفكري. مجلة الآداب, 1(124), 527-538. https://doi.org/10.31973/aj.v1i124.108

تواريخ المنشور